من هو الصحابي الذي اخرج زكاة الفطر نقدا

ورد في الأثر أنّ في عهده لم يكن هنالك فقراء، فقد حكم الصالحون ونهوا عن المنكر وأمروا بالمعروف ووزعوا الصدقات، وكان حريصًا على ردّ المظالم والاستماع إلى شكاوى قومه، وقد اتسم عهده بصفات عديدة طيبة لذا أطلق عليه لقب خامس الخلفاء الراشدين، وبالتالي فإن إنّ الصحابي الذي أخرج زكاة الفطر نقدا هو:

عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه.

نبذة عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه

هو الخليفة عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي، وأمّه هي بنت عاصم بن عمر رن الخطاب رضي الله عنهم وأرضاهم، كنّي بأبي حفص، وكان له ثلاث زوجات، ومن الأبناء ستة عشر، حرص عمر بن عبد العزيز على طلب العلم ورغب في الأدب، وقد نهج عمر نهج الخلفاء الراشدين لمّا استخلف على المسلمين، واقتدى بعمر بن الخطاب، وقد كان زهيدًا متعبدًا طائعًا لله عزّ وجل، ويخشاه، وقد قال ابن كثير عنه:[3]

فقال جماعة من أهل العلم ، منهم أحمد بن حنبل – فيما ذكره ابن الجوزي وغيره – : إن عمر بن عبد العزيز كان على رأس المائة الأولى ، وإن كان هو أولى مَن دخل في ذلك ، وأحق ؛ لإمامته ، وعموم ولايته ، وقيامه ، واجتهاده في تنفيذ الحق ، فقد كانت سيرته شبيهة بسيرة عمر بن الخطاب ، وكان كثيراً ما تشبَّه به.

شاهد أيضًا: هل تجوز الزكاة على الاخت

الاختلاف بين العلماء على زكاة الفطر

اختلف أهل العلم في جواز إخراج زكاة الفطر نقدًا أم صاعًا من قوت ما يقتات عليه البلد، وقد تحدّث عن هذا الاختلاف الإمام ابن باز رحمه الله حيث قال:[4]

اختلف أهل العلم في ذلك، والذي عليه جمهور أهل العلم أنها لا تؤدى نقودًا وإنما تؤدى طعامًا؛ لأن النبي ﷺ وأصحابه أخرجوها طعامًا، وأخبر النبي ﷺ أن الله فرضها علينا صاعًا من كذا وصاعًا من كذا فلا تخرج نقودًا، فالنقود تختلف، والحبوب تختلف، منها الطيب والوسط وغير ذلك، فالنقود فيها خطر ولم يفعلها الرسول ﷺ ولا أصحابه، ودعوى بعض الناس أنها أحب للفقراء ليس بشيء، بل إخراج ما أوجب الله هو المطلوب والفقراء موضع صرف، فالواجب أن يعطوا ما فرض الله على الإنسان من زكاة الفطر، من الطعام لا من النقود، ولو كان بعض أهل العلم قال بذلك، لكنه قول ضعيف مرجوح، والصواب أنها تخرج طعامًا لا نقودًا صاعًا من كل نوع، من البر، أو من الشعير، أو من التمر، أو من الإقط، أو الزبيب؛ لقول أبي سعيد الخدري : كنا نعطيها في زمن النبي ﷺ صاعًا من طعام أو صاع من تمر أو صاعًا من شعير، أو صاعًا من زبيب أو صاعًا من أقط، متفق على صحته.

شاهد أيضًا: الأموال التي تجب فيها الزكاة

حكم زكاة الفطر

إن حكم زكاة الفطر هو فرض واجب على كلّ المسلمين فقد ثبت في الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما: “فَرَضَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى العَبْدِ والحُرِّ، والذَّكَرِ والأُنْثَى، والصَّغِيرِ والكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وأَمَرَ بهَا أنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ”،[1] والواجب إخراجها من قوت البلد من التمر أو الشعير أو البر أو الذرة أو غير ذلك مما يقتات عليه أهل البلد.[5]

شاهد أيضًا: لماذا سميت زكاة الفطر بهذا الاسم

حكم المذاهب الأربعة في إخراج الزكاة

ندرج لكم حكم المذاهب الأربعة في إخراج الزكاة فيما يأتي:

المذهب الشافعي	اشترط الشافعية المقدرة على إخراج هذه الزكاة، فإن كان المرء لا يملك ما يزيد عن قوت يومه لا تجب عليه. دخول الوقت لوجوبها يكون بغروب شمس آخر يوم من رمضان. الحرية شرط من شروط وجوب الزكاة، فلا تجب الزكاة على العبد
المذهب الحنفي	شرطها الإسلام والمقدرة على إخراجها. دخول وقتها يكوم بغروب شمس آخر يوم من رمضان. وكذلك الحريّة من شروط وجوبها.
المذهب الحنبلي	شرطها الإسلام والمقدرة على إخراجها. كذلك دخول الوقت يكون بغروب شمس آخر يوم من رمضان.
المذهب المالكي	شرطها الإسلام والمقدرة على إخراجها. دخول الوقت يكون بغروب شمس آخر يوم من رمضان. قالوا بعدم وجوب الزكاة على العبد.

هل يجوز اخراج زكاة الفطر عن الاقارب؟

لا حرج على المرء أن يخرج الزكاة عن أقاربه إن كان الحال واحدًا ، ولمنّ الأولى أن يخرج كل امرئٍ عن نفسه زكاة فطره، والله أعلم.

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

إلى هنا نصل لنهاية هذا المقال من هو الصحابي الذي اخرج زكاة الفطر نقدا ، حيث قدّم المقال نبذة عن هذا الصحابي الجليل، وذكر الاختلاف بين أهل العلم والاختصاص حول كيفية إخراج زكاة الفطر بحسب المذاهب الأربعة.