حكم القراءة من المصحف في الصلاة

حكم القراءة من المصحف في الصلاة هو أحد الأمور التي يهتم بها عدد واسع من المُسلمين حول العالم، بالتّزامن مع شهر رمضان المُبارك، حيث يحرص كثير منهم على اتّباع الجداول الخاصّة بختم القرآن الكريم في صلاة التّراويح ممّا يفرض على المُسلم أن يقوم بأداء تلك الصّلاة وقراءة القرآن من المصحف الورقي، وعبر موقع مقالاتي نوضّح للأخوة الأحباب حكم قراءة القرآن من المصحف في الصّلاة وفضل قراءة القرآن الكريم في رمضان 2023.

قراءة القرآن في الصلاة

إنّ قراءة القرآن في الصّلاة هي أحد الأمور الأساسيّة في صلاة الإنسان المُسلم، وفق ما علّمنا إيّاه سيّدنا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ولذلك كانت قراءةَ بعض آيات القرآن بعد الفاتحة إحدى السُنن في الركعتين الأُولَيَيْن من أيّة صلاة مفروضة، وبالإضافة لذلك فقد قال الله تعالىٰ: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ ۙ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ ۙ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ۚ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [1] ولو ترك الإنسان المُسلم القراءة بعد سورة الفاتحة فالصّلاة صحيحة بإذن الله تعالى، وقد جاء الأصل في تلك القراءة أن تكون عن ظهر قلب، ويتم الاستناد في ذلك على أنّ رسول الله، قد جَعل معيار حفظ القرآن أحد أهم الأمور التي يتم اختيار الإمام بالاستناد عليها.

شاهد أيضًا: حكم زينة رمضان ابن باز

حكم القراءة من المصحف في الصلاة

إنّ الحكم الشّرعي في القراءة من المصحف أثناء الصّلاة مُختلف عليه بين علماء وفقهاء الأمة الإسلاميّة، حيث يعود الأصل في تلك السنة إلى القراءة عن ظهر قلب سَواء في الجهرية أو السّرية، وقد اختلف الفُقهاء في ذلك، فذهب الشَّافعية، والحنابلة (في المعتمد)  إلى أنّ القراءة من المصحف في الصّلاة هي من الأمور الجائزة شرعًا، سواء أكانت الصّلاة فرض، أو نفل، وقد قاموا بالاستدلال على ذلك بما جاء عن أنَّ أم المؤمنين السيدة عَائِشَةَ رضي الله عنها: “كان يَؤُمُّهَا عَبْدُهَا ذَكْوَانُ مِن المُصْحَفِ” [2] (وقد رواه البخاريُّ مُعلَّقًا بصيغة الجَزم)، بينما راح أتباع المذهب المالكي إلى التّفريق بين الفرض والنفل، يذهبوا إلى تبيان كراهةَ قراءة المصلِّي في المصحف في صلاة الفرض مطلقًا، وذهبوا أيضًا إلى الحكم بكراهيّة القراءة من المصحف في النافلة إذا بدأ في أثنائها، وذلك لاشتغاله غالبًا، ويجوز ذلك في النافلة إذا ابتدأ القراءة من المصحف من غير كراهةٍ، لأنه يُغتفَرُ فيها ما لا يُغتفَرُ في الفرض.

وجدير بالذّكر أنّ الحنفية رأوا بأنَّ القراءةَ من المصحف في الصلاة من الممُكن أن تُفسدها، وهو ذاته مذهب ابن حزم من الظاهرية، وقد تمّ تفسير تلك الكراهة في أنّ حمل المصحف، والنظر فيه، وتقليب الأوراق هو عملٌ كثير. وخلاصة القَول أنّ الأفضل أن يقوم الإنسان المُسلم بقراءة القرآن من حفظه الشّخصي، وهو ما مدح به رسول الله -صلوات الله وسلامه عليه- فإذا الإنسان المُسلم عن ذلك، وكانت القراءةُ طويلة كما في صلاة القيام، فوقتها يجوز له القراءةُ من المصحف، ولا حرج عليه في ذلك، والله أعلم.

شاهد أيضًا: ما حكم وضع الفوانيس والزينة لقدوم شهر رمضان

حكم القراءة من المصحف في الصلاة اسلام ويب

إنّ حكم القراءة من المصحف في الصلاة وفق اسلام ويب هو يجوز للمُسلم أن يقرأ من المصحف في صلاة النافلة، وفي الصلاة المفروضة أيضًا، ويكون ذلك وفق المذهب الشّافعي ومذهب الإمام أحمد، بينما عند المَالكيّة هي من الأمور المَكروهة، وقد تمّ الاستناد في إجازة هذا العمل على الحديث الذي رواه البيهقي عن –عائشة رضي الله عنها وأرضاها- أنَّها كان يؤمها غلامها ذكوان من المصحف في رمضان. [2] وقال الزهري: كان خيارنا يقرؤون من المَصاحف، بينما ذهب أبتاع المذهب الحنفي إلى أن قراءة القرآن من المَصحف من شأنها أن تُفسد الصَّلاة، إلا إذا كان المصلي حافظًا، وقرأ من المصحف من غير حمل، وخلاصة الحكم يكون: الأولى في ذلك ترك القراءة من المصحف في الصلاة المكتوبة، خروجًا من الخلاف، ومراعاة لسنن الصلاة، من النظر إلى موضع السجود، وترك الانشغال بالنظر، بالإضافة إلى الانشغال في تقليب الأوراق.[3]

شاهد أيضًا: ما حكم تزيين البيت في رمضان

جدول ختم القرآن من المصحف في رمضان

يهتم كثير من المُسلمين في ختم القرآن الكريم بين طيّات شهر رمضان المُبارك، لتدبّر آيات الله في تلك الأيّام المُباركة، ويُمكن الاستناد على الجدول الآتي في التّعرف على طريقة ختام القرآن، وفق الجدول:

إلى هنا نصل بكم إلى نهاية المقال الذي تناولنا فيه الحديث حول إجابة السّؤال حكم القراءة من المصحف في الصلاة وانتقلنا عبر سطور وفقرات المقال ليتعرّف القارئ على الحكم الشّرعي في قراءة القرآن من المصحف أثناء الصّلاة، لنختم أخيرًا مع جدول قراءة القرآن وختمه في رمضان.