ما هما الميتتان اللتان يجوز اكلهما بدون إثم

ما هما الميتتان اللتان يجوز اكلهما بدون إثم، حرم الله تعالى أكل الميتة من الحيوانات التي لم تذبح حسبما ورد بالشريعة الإسلاميّة، حيث وضعت الشريعة الإسلامية طريقة وشروط معينة لتحليل أكل اللحوم بالذبح، وقد وردت هذا التّحريم بالعديد من الآيات القرآنيّة، وتناولت الأحاديث النبويّة الشريفة هذا الموضوع لبيان الحلال والحرام في موضوع التغذيّة حتّى لا يقع فاعلها بإثم عن قصد أو غير قصد، وعبر موقع مقالاتي سنتناول هذا الموضوع بالتفصيل.

ما هما الميتتان اللتان يجوز اكلهما بدون إثم

إن الميتتان التي يجوز أكلهما بدون الوقوع بإثمٍ هما السمك والجّراد، فقد حرّم الله تعالى أكل الميتة والخبائث في كتابه الكريم، وهذا له حكمة من الله تعالى لما له من أضرار على الإنسان، فوضع حدود للإنسان للاقتداء بها للنجاة والخلاص من الشرك به ودخول الجنة، لكن السنّة النبويّة الشّريفة استثنت السمك والجّراد من الميتة، وحلّلت أكلها من غير إثم أو ذنب، واستدل العلماء بصحة ذلك بالحديث النبويّ الذي رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: “أحلَّت لَكُم ميتتانِ ودَمانِ ، فأمَّا الميتَتانِ ، فالحوتُ والجرادُ ، وأمَّا الدَّمانِ ، فالكبِدُ والطِّحالُ”، أخرجه ابن ماجه، واللفظ له، وأحمد.[1] 

شاهد أيضًا: حكم اكل النيص في الاسلام

لماذا حرم الله تعالى أكل الميتة

حرّم الله تعالى أكل الميّتة لعدة أسباب، وفيما يأتي نوردها:[2]

• لا يخرج منها كما هو الحال عندما تذبح.
• وقد يكون موتها لسبب ما نحو التسمم أو المرض، ولأن في هذا ضرر للإنسان، فلم تحرّم الشريعة من شيء إلّا لما فيه من ضرر على صحّة الإنسان.
• فضلاً عن ذلك أن تركيبة الدم لديها سريعة في جذب الفيروسات والجراثيم، وأنّ هذه الأمراض يمكن أنّ تنتقل إلى الإنسان.
• وأن الله تعالى لم يمنع الإنسان من فعل شيء إلا وهو لحفظ جسده ونفسه من ارتكاب الذنوب، ومع تطور العلم يكتشف العلماء يوماً بعد يوم أضرار هذه الأشياء المحرّمة، وأنّ رحمة الله واسعة على العباد حيث يقبل توبة المسلمين المضطرين الذين تناولوا هذه المحرّمات في حالات الضرورة قال تعالى: “فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز اكل لحم الحصان

اللحوم التي لا يجوز أكلها في الإسلام

وردَ في القرآن الكريم اللحوم التي لا يجوز للمسلم تناولها لما فيها من ضرر على الصحة، وهذه اللحوم هي:[4]

• الدم: المحرم منه المسفوح والذي يبقى في أوردة وشرايين الحيوان محلل.
• الميتة: وهو الحيوان الذي مات من غير ذكاة شرعيّة.
• لحم الخنزير: حُرم لأنه يعتبر حيوان قذر ويأكل الأشياء القذرة.
• الحيوان الذي أُهل لغير الله: هو الذي يُذبح لغير وجهه تعالى، لأن الذبح من العبادات لا يجوز في الشرع اعتباره لغير الله.
• الموقوذة والمترديّة والنطيحة: وهو الحيوان الذي مات أثر ضربه أو سقوطه أو بسبب نطحه من قبل حيوان ثاني.
• الذي يأكله السبع: وهو الذي قتلته السباع، حيث إذا أدركها الإنسان يقوم بتذكيته فيجوز أكله شرعاً.
• الذي ذُبح على النصب: حيث تعود لأيام الجاهليّة، وضعت عدة حجارة حول الكعبة دُعيت بـ لنصب كانوا يذبحون حولها، واعتبر هذا شرك بالله. 

شاهد أيضًا: هل يجوز اكل الضفدع

شروط جواز أكل الطعام المحرم

أجاز الله تعالى أكل الطعام المحرّم، ولكن وضع عدة حدود لذلك، وفيما يأتي بيان شروط ذلك:[5]

• في حال عدم توفر طعام حلال على الإطلاق سمح بأكل الطعام المحرّم.
• ألا يكون المتناول للطعام قد شارف على الموت فلا ينفعه شيء يأكله مهما كان حلالاً أم حراماً،.
• أن يأكل القليل فقط ما يقلل من إحساسه بالجوع.
• ألا يكون هذا الطعام خاصاً بشخص آخر غيره ومضطراً عليه.
• أن يكون على يقين بأنه سوف يهلك إذا لم يتناول الطعام الحرام، ولا يستطيع أن ينتظر أكثر للبحث عن طعام حلال آخر.

شاهد أيضًا: هل يجوز اكل لحم الثور

الأكل من الميتة للضرورة ليدفع الموت

إن الأكل من الميّتة للضرورة لدفع الموت أو بما يحقق الشروط التي ذكرناها سابقاً جائز بحسب رأي العلماء والفقهاء، والدليل الشرعيّ الذي يُثبت صحة ذلك قوله تعالى في سورة البقرة الآية 173: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.[6]

شاهد أيضًا: حكم اكل التمساح وآراء الفقهاء حوله

دليل على تحريم أكل الميتة

ورد في قوله تعالى اللحوم التي لا يجوز للمسلم أكلها، بسم الله الرحمن الرحيم: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ۗ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.[7]

ومن خلال ما سبق نكون قد تحدّثنا على ما هما الميتتان اللتان يجوز أكلهما بدون إثم، ولماذا حرم الله تعالى أكلها وما هي الأطعمة المحرّمة في القرآن الكريم وما هي شروط جواز أكل الأطعمة المحرّمة.