جدول المحتويات
- 1 كيف ينفذ حد الحرابة في السعودية
- 2 اختلاف الفقهاء في كيفية تنفيذ حد الحرابة
- 3 شروط تطبيق حد الحرابة في المملكة العربية السعودية
- 4 دليل الحرابة من السنة
- 5 الصلب يكون قبل الموت أم بعده في حد الحرابة
- 6 مدة الصلب في حد الحرابة في المملكة
- 7 حكم حد الحرابة
- 8 لمن حق تطبيق حد الحرابة في السعودية
- 9 حكم المحارب التائب قبل القبض عليه
- 10 المراجع
كيف ينفذ حد الحرابة في السعودية وما شروط تطبيقه التي ينبغي أن يكون الفرد على علم بها، فمن المعروف أن فلاح الأرض ومن عليها يبدأ من تنفيذ ما أمرنا الله تعالى به لتحقيق العدل والعدالة قدر المستطاع، ومن الهام معرفة أن حد الحرابة في القانون السعودي يعتمد على ردع كل منكر يرتكبه صاحبه سواء كان قتل أو نهب أو سرقة أو غير ذلك وعقوبته تختلف باختلاف مدى الضرر الذي وقع على الآخرين، لذا من خلال موقع مقالاتي سوف يتم تسليط الضوء على هذا الأمر بشكل أكبر.
كيف ينفذ حد الحرابة في السعودية
المحارب هو الشخص الذي يقطع الطريق على الآخرين فيدب الرعب والفزع في قلوبهم ويروعهم، وقد أجمع فقهاء المملكة العربية السعودية أن حد الحرابة يكون بالقتل أو الصلب أو تقطيع الأيدي والأرجل كما قال تعالى في الآية رقم 33 من سورة المائدة “إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ”.[1]
وبحسب ما ورد في نص القانون الجزائي الخاص بالمملكة العربية السعودية، فإن ارتكاب أي نوع من أنواع الجرائم الثابت بنص قرار (1245) المأخوذ من المادة (112) من القانون الجزائي السعودي، فإن ارتكاب أي أمر يخص الحرابة بغض النظر عن النوع بشكل خاص سواء كان قتل أو ترهيب أو أي شيء من شأنه أن يتنافى معه الآداب وتتوافر فيه نية الحرابة وإلحاق الضرر بالغير، يوجب العقوبة المشددة التي يراها الولي وتوقف فاعلها تحت مظلة المحاكمة القانونية المشددة، مع ضرورة عدم التراخي أو التهاون في الأمر ويستوي في ذلك الفقير والغني والمجموعة والمنفردين.
اختلاف الفقهاء في كيفية تنفيذ حد الحرابة
لقد عنيت المملكة في توعية الناس وجعلهم على دراية تامة بآراء العلماء المختلفة في تنفيذ الحدود وعلى رأسهم حد الحرابة، وقد اختلف الفقهاء في كيفية تنفيذ حد الحرابة وانقسموا في ذلك إلى عدة أقسام لعل من أشهرهم ما يلي:
- قال الإمام أبو حنيفة والإمام الشافعي: أن حد الحرابة يتوقف على المنكر الذي ارتكبه الشخص المحارب فإذا ارتكب جريمة القتل فيجب أن يقتل وإن سرق المال تقطع أوصاله والتخيير بين هذه الأمور يكون بناءً على اجتهاد ولي الأمر وهذا الرأي قد اتفق عليه مجموعة من الفقهاء الآخرين.
- قال الإمام مالك: أن من يرتكب جريمة القتل لا بد أن يقتل دون تخيير في الأمر ومن يسرق الأموال فهناك تخيير في عقوبته إما أن يصلب أو يقتل أو يقطع من خلاف، بينما من يقوم بترويع الأشخاص فيتم التخيير بين مجموعة من الأمور إما نفيه أو قتله أو صلبه على حسب الجريمة التي قام بفعلها.
شاهد أيضًا: ما هو حد الغيلة في الاسلام وكيف ينفذ
شروط تطبيق حد الحرابة في المملكة العربية السعودية
من سماحة شريعة الإسلام أن أوجبت بعض الشروط التي لا بد من توافرها على الشخص لكي يتم توقيع عقوبة الحرابة عليه، ذلك أن الأمر ليس سُدى، وقد كانت المملكة العربية السعودية من أولى البلاد الإسلامية وأكثرها حرصاً على الأخذ بتلك الشروط التي تتمثل فيما يلي:
- الإشهار بالحرابة وعدم الخوف من هذا الأمر.
- استخدام السلاح لبث الخوف في نفوس الأشخاص.
- أن يكون المحارب عاقلًا وراشدًا سواء كان رجلًا أو امرأة، فإن كان معتوهًا أو صغيرًا مع جماعة فلا يوقع عليه الحد.
- الإرادة واختيار الجرم دون إجبار من أحد، لأن الشخص إن كان مجبرًا فإن ولي الأمر يختار الحكم الذي يجده مناسب لهذه الحالة.
- أن يكون ضمن جماعة ولكن هذا الشرط مختلف عليه لأن المحارب قد يرتكب الجريمة بمفرده.
- نية المحارب في قطع الطريق فإن كان الهدف السرقة فقط وبعدها الهروب فإن الحكم المؤيد ضده يكون للسرقة وليس حد حرابة.
دليل الحرابة من السنة
لم يذكر حد الحرابة وعقوبته في القرآن الكريم فقط بل أن السنة النبوية ذكرت هذا الأمر أيضًا “عن أنس بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عنْه حَدَّثَهُمْ: أنَّ ناسًا مِن عُكْلٍ وعُرَيْنَةَ قَدِمُوا المَدِينَةَ علَى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وتَكَلَّمُوا بالإِسْلامِ، فقالوا: يا نَبِيَّ اللَّهِ، إنَّا كُنَّا أهْلَ ضَرْعٍ، ولَمْ نَكُنْ أهْلَ رِيفٍ. واسْتَوْخَمُوا المَدِينَةَ، فأمَرَ لهمْ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بذَوْدٍ وَراعٍ، وأَمَرَهُمْ أنْ يَخْرُجُوا فيه فَيَشْرَبُوا مِن ألْبانِها وأَبْوالِها، فانْطَلَقُوا، حتَّى إذا كانُوا ناحِيَةَ الحَرَّةِ، كَفَرُوا بَعْدَ إسْلامِهِمْ، وقَتَلُوا راعِيَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، واسْتاقُوا الذَّوْدَ، فَبَلَغَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَبَعَثَ الطَّلَبَ في آثارِهِمْ، فأمَرَ بهِمْ، فَسَمَرُوا أعْيُنَهُمْ، وقَطَعُوا أيْدِيَهُمْ، وتُرِكُوا في ناحِيَةِ الحَرَّةِ حتَّى ماتُوا علَى حالِهِمْ. قالَ قَتادَةُ: بَلَغَنا أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَعْدَ ذلكَ كانَ يَحُثُّ علَى الصَّدَقَةِ ويَنْهَى عَنِ المُثْلَةِ. وقالَ شُعْبَةُ، وأَبانُ، وحَمَّادٌ، عن قَتادَةَ: مِن عُرَيْنَةَ. وقالَ يَحْيَى بنُ أبِي كَثِيرٍ، وأَيُّوبُ، عن أبِي قِلابَةَ، عن أنَسٍ: قَدِمَ نَفَرٌ مِن عُكْلٍ” صحيح البخاري.[2]
وجاء أيضًا عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “مَن حَمَلَ عليْنا السِّلاحَ فليسَ مِنَّا”[3]، وهذا دليل قوي على أن الشخص الذي يحمل السلاح ليروع أمن المسلمين لا يمت للإسلام بصلة لأن الجرم الذي ارتكبه من أشد الجرائم التي تبث الرعب والخوف في النفوس، الشيء المنافي لمبادئ الإسلام.
شاهد أيضًا: ما معنى القتل تعزيرا في السعودية
الصلب يكون قبل الموت أم بعده في حد الحرابة
بعد التعرف على كيف ينفذ حد الحرابة في السعودية وما شروط تطبيقه، ينبغي ذكر أن علماء المملكة قد اختلفوا في هل يصلب المحارب أولًا ثم يقتل أم يقتل أولًا وبعدها يصلب، وذلك استنادًا إلى الاختلاف الواقع بين كبار علماء الأمة وقد انقسموا في ذلك إلى ما يلي:
- المالكية والحنفية: يروا أن المحارب يصلب أولًا وبعدها تتم عملية قتله برمح أو حربة لكي ينال جزاء ما فعله ويشعر به.
- الفريق الآخر ومن ضمنهم أبي عبيد: يروا أن المحارب يقتل أولًا وبعدها يصلب لما في الصلب قبل الموت من حرمانية لأنه يكون تمثيل بالأحياء قبل موتهم وقد نهانا رسولنا الكريم عن المثلة أو التمثيل.
- هذا ويمكن القول إن كثير من العلماء قد مالوا إلى الرأي الأول لأن به تشديد للعقوبة على الجرم الذي ارتكبه الشخص، كما قيل إن لولي الأمر الحق في الاختيار ما بين هذان الرأيان إما أن يصلب المحارب أولًا وبعدها يقتل أو العكس وهذا ما سار عليه حكام المملكة العربية السعودية.
مدة الصلب في حد الحرابة في المملكة
من الجدير بالذكر التنويه على أن الله سبحانه وتعالى لم يحدد مدة الصلب ولكن قد جاء عن الإمام الشافعي أن مدة الصلب تكون ثلاثة أيام وقد رد ابن قدامة على هذا الرأي بأنه غير جائز لأن الله تعالى لم يحدد له توقيت ثابت أو دقيق، إلا أن علماء المملكة العربية السعودية قد اجتهدوا في ذلك الأمر واتفقوا أنه ينبغي أن يصلب المحارب بعد مدة قصيرة قبل أن يتغير حاله بعد القتل ويتعفن فيصبح من الصعب تكفينه أو دفنه لأن رائحته تكون في هذا الوقت غير مقبولة.
حكم حد الحرابة
إن الحكم الشرعي في حد الحرابة قد يختلف عن القانون الوضعي في الدول، فقد أجمع الفقهاء وعلماء الإسلام أن الحرابة حكمها في الشرع حرام والقائم بها يكون قد ارتكب إثمًا كبيرًا يعاقب عليه بالطرق الشرعية، بينما حكمه في القانون السعودي يتمثل فيما يلي:[4]
الفريق الأول
يرون أن الفعل لا يكون حرابة إلا إذا ارتكبه المحارب على الحدود أو خارج المدينة، بينما إذا ارتكب هذا الجرم داخل المدينة يعاقب الشخص فقط على الجريمة التي ارتكبها بالعقوبة المناسبة لها فإذا سرق يعاقب على جرم السرقة وإن قتل يعاقب على القتل حتى وإن تشابهت هذه الأحكام مع الحرابة.
الفريق الثاني
يرون أن الحرابة تكون حرابة سواء كانت داخل المدينة أو خارجها، لا سيما إذا توافر بها الضوابط والشروط التي تؤكد على أنها حرابة، وقال بعضهم أن الشخص المتعرض للجريمة داخل المدينة إذا استطاع الاستغاثة فلا تكون حرابة ويعاقب المتهم على جرمه فقط ولكن البعض الآخر اختلف معهم لأنها تكون حرابة لاكتمال النص الشرعي.
لمن حق تطبيق حد الحرابة في السعودية
إن ولي الأمر سواء كان السلطان أو الحاكم أو ما ينوب عنهم له الحق في تطبيق حد الحرابة، كما أن الشخص الذي يتم اختياره لرعاية مصالح الهيئات القضائية والتنفيذية داخل المجتمعات المعقدة له الحق في تطبيق حد الحرابة، هذا وينبغي التنويه على أنه لا يجوز لأي شخص كان أن يقوم بتنفيذ أي حد من الحدود من نفسه دون الرجوع إلى ولي الأمر القائم، وإن حدث ذلك كان مذنبا وعلى ولي الأمر تعذيره أو أخذ الإجراء اللازم تجاهه.
شاهد أيضًا: اقارن بين حكم مرتكب الكبيره عند الخوارج والمعتزله والمرجئه واهل السنه والجماعه مع الاستدلال
حكم المحارب التائب قبل القبض عليه
بعد أن تم التعرف على كيف ينفذ حد الحرابة سوف يتم معرفة حكم المحارب التائب بالتفصيل، ففي كثير من الأحيان قد يهدي الله تعالى المحارب إلى ما يصلح له دينه ودنياه، لذلك كان حري على علماء المملكة أن يمنحوا هذا الأمر مزيداً من الاهتمام، وقد قسم العلماء هذا الأمر إلى عدة نقاط كالتالي:
هل التوبة مقبولة
لا شك أن أمر قبول التوبة أو ردها هو شيء بيد المولى عز وجل، إلا أنه من لطف الله تعالى بعباده أن بشرهم أن التائب من الحرابة قبل القبض عليه توبته مقبولة بإذن الله تعالى، وذلك بدليل ما جاء في القرآن الكريم في سورة المائدة “إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”،[5] إلا أنه ينبغي التنويه على ضرورة رد الحقوق أو المظالم إلى أهلها إن تمكن المحارب من ذلك، حيث إنها من حقوق العباد التي لا تسقط بالتوبة أو غيرها وللفقهاء في ذلك آراء واختلافات عدة.
هل التوبة تسقط حد الحرابة
اختلف الفقهاء في كيف ينفذ حد الحرابة، وكذلك اختلفوا في هل التوبة تسقط إقامة الحد أم لا في الدنيا والآخرة، أما في الآخرة فقد خلص العلماء إلى أن أمره بيد الله تعالى، إلا أن الله تعالى أرحم وألطف من أن يجمع على عبده عقوبتين، أما في الدنيا فقد استنبط العلماء بعض الأحكام على النحو التالي:
- الرأي الأول: وهو رأي ابن القاسم حيث يرى أن التوبة تكون بأن يترك المحارب الذنب الذي يرتكبه ويكف عن أذى الآخرين ويذهب إلى الإمام ليسلم نفسه، وللإمام أن يتخذ ما يراه صائبًا في تلك الحالة، فالأمر متروك له.
- الرأي الثاني: وهو رأي ابن الماجشون حيث يرى أن المحارب الذي يسقط عنه حد الحرابة هو من يكف عن أذى الآخرين ويعود إلى صفوف المسلمين الآمنين.
ما الذي يسقط بتوبة المحارب
لم يتفق الفقهاء أيضًا في هذا الأمر حيث أنهم اختلفوا فيما يسقط عن المحارب بعد توبته، ومن الهام التنويه أن اختلاف العلماء فيما بينهم رحمة واسعة ونافذة أمل تفتح لكل إنسان وجاءت الآراء كما يلي:
- الرأي الأول: أن توبة المحارب تسقط حد الحرابة فقط لكنها لا تسقط حقوق الله وعباده فينبغي أن يعاقب عليها المحارب.
- الرأي الثاني: أن توبة المحارب تسقط عنه حقوق الله وحقوق العباد إلا الأموال التي مازالت مع المحارب في حالة السرقة فيجب عليه ردها لأصحابها.
- والرأي الأخير: أن التوبة تسقط عنه حد الحراب وحق الله سواء كان شرب خمر أو زنا إلا حق العباد لا تسقط إلا بعد أن يحصلون على جميع حقوقهم.
وبهذا تكون قد تمت الإجابة عن سؤال كيف ينفذ حد الحرابة في السعودية وما شروط تطبيقه والتعرف على دليل الحرابة سواء من القرآن الكريم أو من السنة النبوية المطهرة، إلى جانب التعرف على مدة الصلب في حد الحرابة ومتى يكون الصلب قبل أم بعد الموت، ومن لهم الحق في تطبيق حد الحرابة، بالإضافة إلى ذكر حكم المحارب التائب قبل القبض عليه.