جدول المحتويات
كيف يكون غسل الوجه في الوضوء، ذلك أن الوضوء من الأشياء التي لا بد أن يكون الفرد على وعي تام بكيفية أدائها، حيث أن صحة الصلاة ومدى قبولها يرتبط ارتباطًا وثيقًا بكيفية الوضوء وإسباغه، لذا من خلال موقع مقالاتي سوف يتم تسليط الضوء على هذا الأمر مع ذكر كافة الأدلة الشرعية التي تثبت الأمر، كما سوف يتم التطرق إلى عدد المرات المشروع لغسل الوجه مع ذكر الكيفية.
ما هو الوضوء
يعرف الوضوء على أنه لفظ يدل على البهائة والحسن والنظافة، أما فيما يتعلق بالشرع فهو نظافة معينة لأعضاء مخصصة، كما يمكن تعريفه على أنه غسل بعض الأعضاء المعينة بالماء الطاهر والنظيف تأهبًا لأداء العبادات التي على رأسها الصلاة، هذا بالتزامن مع وجود نية للتطهر والتعبد إلى الله -عز وجل-، ولا بد من اتباع بعض الخطوات المحددة على الوجه الأمثل حتى يكون الوضوء صحيحًا، كما يجدر التنويه على أنه لا تصح الصلاة إلا بالوضوء أو ما يقوم مقامه حال العجز عن وجود الماء.[1]
كيف يكون غسل الوجه في الوضوء
لا شك أن غسل الوجه من ضروريات الوضوء، بل إن كبار علماء الأمة قد صرحوا بكونه واجباً من الواجبات التي لا يمكن أن يكون الوضوء صحيحًا إلا بإتمامه، وقد ثبت ذلك بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وذلك على النحو التالي:
- في القرآن الكريم: قال -سبحانه وتعالى-: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ” سورة المائدة الآية رقم 6.[2]
- في السنة المطهرة: روى عن عمرِو بنِ يحيَى المازنيِّ، عن أبيه، أنَّه قال لعبدِ اللهِ بنِ زيدِ بنِ عاصمٍ – وهو جدُّ عمرِو بنِ يحيَى، وكان من أصحابِ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: هل تستطيعُ أن تُريَني كيف كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يتوضَّأُ؟ فقال عبدُ اللهِ بنُ زيدٍ: نعم، فدعا بوضوءٍ فأفرغ على يدَيْه، فغسل يدَيْه مرَّتَيْن، ثمَّ تمضمض واستنثر ثلاثًا، ثمَّ غسل وجهَه ثلاثًا، ثمَّ غسل يدَيْه مرَّتَيْن، مرَّتَيْن إلى المِرفقَيْن، ثمَّ مسح رأسَه بيدَيْه، فأقبل بهما وأدبر بَدْءًا بمُقدَّمِ رأسِه، ثمَّ ذهب بهما إلى قفاه، ثمَّ ردَّها حتَّى رجع إلى المكانِ الَّذي بدأ منه ثمَّ غسل رِجلَيْه، متصل صحيح.[3]
شاهد أيضًا: هل الاستحمام يغني عن الوضوء للصلاة
عدد مرات غسل الوجه في الوضوء
أجمع علماء الأمة على أن الواجب في غسل الأعضاء الخاصة بالفرد حال وضوئه لأداء العبادات المختلفة هو مرة مرة، إلا أن البعض قالوا بأنه قد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- الغسل مرتين مرتين، وآخرون صرحوا بالغسل ثلاث، ويمكن الخروج من هذا الاستشكال عن طريق قول أن الواحدة تجزئ والمرتين أتم والثلاث أكمل وأحوط ما دام لم يرد في الأمر نص شرعي يثبت غير ذلك، كما أن الاختلاف يثبت الجواز في كل الأحوال الثلاث السابقة، هذا وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في صفةِ الوُضوءِ أنه توضأ مرَّةً مرَّةً فقالَ “هذا الَّذي افترضَ اللَّه عليْكم، ثمَّ توضَّأَ مرَّتينِ مرَّتينِ فقالَ: من ضعَّفَ ضعَّفَ اللَّهُ لَهُ، ثمَّ أعادَها الثَّالثةَ فقالَ: هذا وضوءَنا معاشرَ الأنبياءِ”.[4]
شاهد أيضًا: هل الدخان يبطل الوضوء
هل الأصل في الوضوء مسح الوجه
لا يجوز المسح على الوجه أثناء الوضوء، ذلك أن الأصل في الوضوء هو غسل الوجه، فهو من الفرائض التي لا بد من توافرها وإتمامها على وجهها المراد، كما ينبغي التنويه على أن الغالب في غسل الوجه في الوضوء تقاطر للماء من الوجه، وليس مجرد البلل فقط، وذلك وفقًا لما ورد في القرآن الكريم في سورة المائدة، حيث قال الله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ”.[5]
شاهد أيضًا: هل يجوز الوضوء بماء البحر
صفة غسل الوجه أثناء الوضوء
من المعروف أن لكل عضو من أعضاء الإنسان طريقة خاصة عند الوضوء، ويعتبر غسل الوجه من أهم الأشياء التي منحها العلماء مزيدًا من الاهتمام، ويمكن القول إن الطريقة المثلى لهذا الأمر تتم من خلال غسل ما بين الأذنين (اليمنى واليسرى) مع الإتيان من الأذنين ما استطاع المسلم هذا فيما يخص الجانب العرضي، أما عن الشكل الطولي للوجه فينبغي البدء من أعلى الوجه أو ما يسمى منابت الشعر وصولًا إلى أسفل الذقن، مع مراعاة غسل ما فوق اللحية وتحتها والحرص على أن يسيل الماء فيها ما استطاع الفرد.
وبذلك يكون قد تم ذكر كيف يكون غسل الوجه في الوضوء، والتعرف على ماهية الوضوء ومعناه، وكذلك ذكر عدد المرات التي ينبغي أن يعتمدها الفرد حال وضوئه وفقًا لما ورد في السنة المطهرة.