حكم قول صدق الله العظيم في المذاهب الأربعة

حكم قول صدق الله العظيم في المذاهب الأربعة، فعبارةُ صدَق اللهُ العَظيم من العبارات التي يقولها المسلمون بديهيا كخاتمة تصديق بما جاء عن الله -عزَّ وجلَّ- من آياتٍ قرآنيّة مُحكمات، فماذا عن حكم قول هذه العبارة عند المذاهب الأربعة، وهل تختلف قول هذه العبارة بين فئةٍ دينيّة وأخرى، وعبر موقع مقالاتي نرفق حكم قول صدق الله العظيم بعد قراءة القران.

حكم قول صدق الله العظيم في المذاهب الأربعة

إن حكم قول القارئ صدق الله العظيم عند المذاهب الإسلاميّة الأربعة بدعةٌ، ولكنّها ليست من البدع المذمومة، فلا أصل لهذا القول في السّنة النبويّة المشرّفة، ولم يرد هذا أيضًا لا في أقوال صحابة رسول الله الكريم، ولا حتّى من الصالحين والأئمة التابعين له، وهذا التركيب تركيب مستحدث، يقوله المسلمون بشكلٍ بديهيّ ظنّاً منهم أنّه من السّنة، والمسلم لا يجب أن يحكم على شيء بأنّه بديهيّ ما لم يكن وارداً في نصٍ شرعيّ في السّنة النبويّة أو عن السلف الصالح، أو حتّى من كتاب الله عزَّ وجلَّ.[1]

شاهد أيضًا: حكم قول ماشاء الله وشئت

صدق الله العظيم هل هي بدعة؟

نعم، إنّ قول صدق الله العظيم بدعة، لكنّها ليست من البدع المذمومة لثلاثة أسباب، تشتمل هذه الأسباب على ما يأتي:[1]

• لم يرد أيّ دليلٍ شرعيّ أو نص يؤكّد تحريم قولها.
• هذا القول فيه ذكرٌ لله -عزَّ وجلَّ- وذكر الله -عزَّ وجلَّ- مأمور به العبد، بل يؤجر ويثاب عليه.
• أكد العلماء أن هذا القول أحد آداب التّلاوة والتّدبر وقراءة القرآن الكريم، كما أكدوا أن قول ذلك حتّى أثناء الصّلاة لا يُبطلها.
• ورود صيغة مشابهة في القرآن الكريم لهذه العبارة، فضلاً عن ذلك كانت تقال هذه العبارة من قبل المسلمين عند الشّروع بالقتال.

حكم قول صدق الله العظيم إسلام ويب

ورد في الفتوى الشّرعية 3283 لموقع إسلام ويب عن موضوع قول صَدقَ اللهُ العَظيم هل هو بدعة أمّ لا، وما هو حكم قول هذه العبارة، فكان الجواب على النّحو التّالي:[2]

لا ريب في قول أن الله أصدق القائلين، وبيان ذلك في قوله تعالى في سورة النّساء الآية 122: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا}،[3] وفي هذا القول ذكرٌ لله عزَّ وجلَّ، والذكر هذا غير مقيّد بزمانٍ أو مكان، والأذكار المقيّدة يكون لها ليل ونصّ شرعيّ، والتزام صيغة تصديق الله -عزَّ وجلَّ- بعد الانتهاء من قراءة القرآن الكريم ليس عليه أيّ دليل شرعيّ، والأولى عند الانتهاء من القراءة السكوت فقط، وعلى المسلم تحرّي الأمور الواردة في السّنة النبوية، وكتاب الله قبل الالتزام بأيّ أمرٍ من الأمور، والله تعالى أعلم.

هل يجوز التصدق بعد قراءة القران؟

لا يجوز التصدق بعد التلاوة إذا كان المقصود تقيدها بزمان أو مكان، فهي من الأذكار المقيّدة عند جمع من المسلمين في العالم، وهذا يعتبر من البدع المحدثة، كونها لم ترد في السنة النبوية الشريفة، وعلى خلاف ذلك، فإن التصديق من باب الذكر غير المقيد، أي أن تقال في مناسبات عدة أو متفرقة، فهو جائز، لورود أدلة على ذلك من القرآن الكريم والسنة الشريفة، والخلاصة أن تخصيص التصديق بعد التلاوة فيه ضرب من البدع المستحدثة.

شاهد أيضًا: حكم قول جمعة مباركة ابن باز

حكم قول صدق الله العظيم ابن باز

إن حكم قول صدقَ اللهُ العظيم عند الانتهاء من قراءة القرآن حسبما ورد عن الشيخ ابن باز -رحمه الله- بدعة، فلا أصل لهذا القول في السّنة النبويّة الشّريفة، ولم يرد عن النبيّ أنّه كان يقول هذا عندما ينتهي من قراءة القرآن الكريم، وعلى الرّغم من اعتبار هذا القول نوعاً من أنواع الذّكر، إلا أنّه لا يجوز تقييد الذكر بموضع معيّن ما لم يكن هناك دليلٌ شرعيّ على تقيده، وصدق الله -عزَّ وجلّ- أمرٌ مُطلق التسليم به، وهذا هو الرأي الرّاجح بإجماع العلماء، والله تعالى أعلم.[4]

وبهذا القدر من المعلومات سوف ننهي هذا المقال الذي كان يحمل عنوان حكم قول صدق الله العظيم في المذاهب الأربعة، وقد أرفقنا في سطوره كل ما يخص هذه القراءة من أحكام شرعيّة بصورةٍ مفصّلة.