جدول المحتويات
حكم دخول الكافر المسجد في الشريعة الإسلامية، إذ إنّ المسجد هو مكان العبادة ولا للشخص أن يكون متطهرًا لمّا يرغب بالدخول إليه، لذلك فإنّ موقع مقالاتي سيقف مع الحكم الشرعي لدخول الكفار للمساجد وهل يجوز للكافر دخول المسجد وهل ينطبق ذلك الأمر على المسيحي وغير ذلك من الأحوال الخاصة بالمساجد في الشريعة الإسلامية.
حكم دخول الكافر المسجد
اختلف العلماء في مسألة حكم دخول الكافر إلى المسجد إلى أربعة أقوال وهي:[1]
- القول الأول: ذهب أصحاب هذا القول إلى جواز دخول الكافر إلى المسجد حتى ولو كان المسجد الحرام وهو ما عليه أصحاب المذهب الحنفي مستدلين بما فعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين أدخل وفد ثقيف إلى مسجده مع أنّهم كانوا كفاراً، وأمّا قول الله تعالى في سورة التوبة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا ۚ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً، فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.[2]
- القول الثاني: ذهب أصحاب هذا القول إلى أنّه يجوز للكفار أن يدخلوا المساجد كلها ما عدا المسجد الحرام أو أي مسجد آخر في الحرم، وهو مذهب الشافعية ومذهب الحنابلة، وقد ذكر ابن قدامة في المغني ذلك بقوله: “فأما مساجد الحل فليس لهم دخولها إلا بإذن المسلمين، فإن أذن لهم في دخولها جاز في الصحيح من المذهب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قدم عليه وفد أهل الطائف فأنزلهم المسجد قبل إسلامهم، وقال سعيد بن المسيب: قد كان أبو سفيان يدخل مسجد المدينة وهو على شركه، وقدم عمير بن وهب، فدخل المسجد والنبي -صلى الله عليه وسلم- فيه ليفتك به فرزقه الله الإسلام”.
- القول الثالث: ذهب أصحاب هذا القول إلى أنه لا يجوز للكافر أن يدخل إلى المسجد، واستدلوا على ذلك بأنّه أن أبا موسى دخل على عمر ومعه كتاب قد كتب فيه حساب عمله، فقال له عمر ادع الذي كتبه ليقرأه. قال: إنه لا يدخل المسجد، قال: ولم؟ قال: إنه نصراني وهذا قول الإمام أحمد بن حنبل في رواية له.
- القول الرابع: ذهب أصحاب هذا القول إلى أنّ الكافر يُمنع من دخول المسجد إلا لأمر ضروي؛ وإلى هذا ذهب أصحاب المذهب المالكي.
شاهد أيضًا: لماذا كان بناء المسجد النبوي اول عمل قام به النبي
حكم مكث الكافر في المسجد
إنّ مسألة دخول الكافر إلى المسجد والمكوث فيه هي مسألة خلافية بين علماء أهل السنة والجماعة، ولكنّ الراجح هو دخول الكافر إلى المسجد وهو مذهب الإمام الشافعي؛ حيث إنّ الكفر لا يدخل المسجد إلا بإذن المسلم، وقد ربط رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المشرك في المسجد علّه يسمع كلمة، فيهدي الله قلبه وذلك يعدّ مكثًا في المسجد، والله أعلم.[3]
شاهد أيضًا: كم تعادل الصلاة في المسجد الحرام
هل دخول المسيحي المسجد حرام
لم يفرق العلماء بين الكافر والمسيحي في مسألة الدخول إلى المسجد سوى أصحاب المذهب الحنفي فقالوا يجوز دخول الكتاب أي اليهودي والنصراني ولا يجوز للمشرك، والمسألة هي في أصلها خلافية بين العلماء، ولكن الراجح هو دخوله للمسجد ما عدا المسجد الحرام لقول الله تعالى في سورة التوبة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا ۚ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}،[2] والله هو الأعلم بكل أمر.[3]
شاهد أيضًا: ماهو المسجد الذي تعدل الصلاة فيه أجر عمرة
وبذلك نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال حكم دخول الكافر المسجد وذكرنا رأي علماء أهل السنة والجماعة في المسألة، وأضأنا على الحكم الشرعي في مسألة دخول الكافر إلى المسجد إذن المسلم، وهل يأخذ الكتابي حكم المشرك في الدخول والمكوث.
المراجع
- ^ islamweb.net , حكم دخول الكافر إلى المسجد. , 15/06/2022
- ^ التوبة , 28
- ^ al-maktaba.org , كتاب شرح صحيح مسلم , 15/06/2022