حكم حلق الحواجب بالموس

ما هو حكم حلق الحواجب بالموس كما ورد عن فقهاء الإسلام، فإنّ الإسلام قد نهى عن النمص وجعل فاعله ملعونًا، ولكن هل يكون حلقُ الحواجبِ باستخدام الموسى من النمص، وهل يحرم ذلك في الإسلام، في هذا المقال يتوقف موقع مقالاتي مع بيان حكمُ حلقِ الحواجبِ باستخدام الموسى في الإسلام والإجابة عن بعض المسائل المتعلقة به.

حكم حلق الحواجب بالموس

قال أهل العلم إنّ حكم حلق الحواجب بالموسى داخل في النمص عند جمعٍ من العلماء، فقد ألحقه بعض العلماء بالنمص؛ لأنّه لا فرق بين أن يكون نتفًا، أو يكون قصًّا أو حلقًا، وقالوا إنّ هذا أحوط للمرء لئلا يقع في محظور أو فعل قد نهى عن الشرع، بل ولُعنَ فاعله، لذلك فقد وجب على المسلم أن يتجنب فعل ذلك، سواء كان رجلًا أم امرأة، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز حلق شعر الساق للرجال

حكم حلق الحواجب بالموس إسلام ويب

قال القائمون على الفتوى في موقع إسلام ويب إنّ حَلق الحواجِبِ باستخدام الموسى يدخل في النمص المنهي عنه في الشرع، ونقلوا في ذلك فتويين تحرّم حلقَ الحواجِبِ باستخدام الموسى، الأولى عن الشيخ محمد بن صالح العثيمين والثانية عن اللجنة الدائمة للإفتاء في المملكة العربية السعودية، وقالوا إنّ هذا أوّلًا من النمص، وثانيًا إن كان من رجل، فإنّه إضافة للنمص يكون قد ارتكبَ فعلًا يشابه فيه النساء، والإسلام قد لعنَ الرجال المتشبهين بالنساء، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: حكم تركيب الأظافر المؤقتة للزينه

دليل تحريم حلق الحواجب

إنّ الأدلّة التي يستند عليها العلماء في تحريم حلق الحاجب هو أنّهم ألحقوها بحديث النامصة الذي يرويه ابن مسعود رضي الله عنه، فقد جاء في الحديث أنّ عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: “لَعَنَ اللَّهُ الوَاشِمَاتِ والمُوتَشِمَاتِ، والمُتَنَمِّصَاتِ، والمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، المُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ. فَبَلَغَ ذلكَ امْرَأَةً مِن بَنِي أسَدٍ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ يَعْقُوبَ، فَجَاءَتْ فَقالَتْ: إنَّه بَلَغَنِي عَنْكَ أنَّكَ لَعَنْتَ كَيْتَ وكَيْتَ، فَقالَ: وما لي لا ألْعَنُ مَن لَعَنَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومَن هو في كِتَابِ اللهِ؟ فَقالَتْ: لقَدْ قَرَأْتُ ما بيْنَ اللَّوْحَيْنِ، فَما وجَدْتُ فيه ما تَقُولُ، قالَ: لَئِنْ كُنْتِ قَرَأْتِيهِ لقَدْ وجَدْتِيهِ، أَمَا قَرَأْتِ: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7]؟ قالَتْ: بَلَى، قالَ: فإنَّه قدْ نَهَى عنْه، قالَتْ: فإنِّي أرَى أهْلَكَ يَفْعَلُونَهُ، قالَ: فَاذْهَبِي فَانْظُرِي، فَذَهَبَتْ فَنَظَرَتْ، فَلَمْ تَرَ مِن حَاجَتِهَا شيئًا، فَقالَ: لو كَانَتْ كَذلكَ ما جامَعَتُها”.[2]

وكذلك إن كان الفعل صادرًا عن رجل من المسلمين فللعلماء دليل آخر يرونه في تحريم حلقِ الحواجبِ باستخدام الموسى وهو أنّه من التشبه بالنساء اللواتي هنَّ عادة من يعتنين بهذه الأمور التي يكون الرجل بعيدًا عنها، ودليلهم حديث عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- الذي يقول فيه: “لَعَنَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بالنِّسَاءِ، والمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بالرِّجَالِ”،[3] والله أعلم.

شاهد أيضًا: حكم تشقير الحواجب بالليزر هيئة كبار العلماء

حكم حلق الحواجب بالموس لتكثيفها

قال بعض العلماء إنّ حكمَ حلقِ الحواجبِ بقصد تكثيفها يحتاج إلى تفصيل؛ فإن كانت خفة شعر الحواجب قد بلغت حدًّا يسبب الأذى لعامة الناس، أو يُشين صاحبه فالظاهر أنّه يمكن حلقه إذا غلب الظن أنّه سينمو شعر جديد بعد حلقة على وجه صالح يندفع به الشين الظاهر، وأمّا إن لم يكن كذلك فالظاهر عدم جواز حلقه؛ لأنّه ليس مما يدخل في باب الضرورة ولا الحاجة، وذلك لأنّ خفة شعر الحاجب عادة ليست قبحًا يلحَق به حرج ومشقة، ولكن غايته أنّه نقص في الحسن، وارتكاب النمص لمجرد زيادة الحسن منهي عنه كما يشير حديث ابن مسعود السابق، والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: حكم نوم الزوج بعيد عن زوجته

وإلى هنا يكون قد تم مقال حكم حلق الحواجب بالموس بعد الوقوف على الحكم الشرعي الذي قال به الفقهاء والوقوف على أدلتهم في تحريم هذا الفعل وتوجيهها بما يوافق الشرع.