جدول المحتويات
ما حكم انكار القدر مع الاستدلال على ذلك الحكم في الشريعة الإسلامية، إذ القدر هو من الأمور التي أمر الله تعالى بالإيمان بها في الإسلام، لذلك فإنّ موقع مقالاتي سيقف مع الحكم الشرعي لإنكار القدر الذي هو جزء من الإيمان وهل يجوز عدم الإيمان باليوم الآخر في الشريعة الإسلامية ونحو ذلك من أمور العقيدة التي لا بدّ من الوقوف معها شيئًا يسيرًا.
ما هو القضاء والقدر
اختلف علماء أهل السنة والجماعة في تعريف القضاء والقدر، فمنهم مَن عرّفهما مجتَمِعين ومنهم مَن عرفهما كأنهما شيء واحد، فقالوا إنّ تعريف القدر هو علم الله -تبارك وتعالى- بما ستكون عليه المخلوقات في المستقبل، أمّا القضاء فهو إيجاد الله -تبارك وتعالى- للأشياء حسب إرادته وعلمه، وإيمان بالقدر يشتمل على أربع مراتب ذكرها العلماء وهي:[1]
-
الإيمان بعلم الله القديم.
-
الإيمان بكتابة ذلك في اللوح المحفوظ.
-
الإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة.
-
الإيمان بإيجاد الله لكل المخلوقات، وأنه الخالق، وكل ما سواه مخلوق.
شاهد أيضًا: ما المراد بالقدر وما حكم الايمان به مع الدليل
ما حكم انكار القدر مع الاستدلال
إنّ حكم انكار القدر كفر في الشريعة الإسلام والشخص الذي لا يؤمن بمراتب القدر الأربعة يُعد كافرًا كفرًا أكبر في الإسلام، وقد روي في ذلك أنّ: “ابن عمر عندما جاءه اثنان من أهل البصرة فقالا له: إنه ظهر عندنا أقوام يتقفرون العلم -أي: ينتسبون إلى العلم- يقولون: لا قدر والأمر أنُفْ -أي: أن الأمر الذي يقوم به الإنسان جديد، وليس فيه قدر مكتوب سابقاً، فقال لهم ابن عمر رضي الله عنه: لو كان لأحدهم مثل أحد ذهباً، ثم أنفقه في سبيل الله ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر”.[2]
وهذا يدل على كفر مَن أنكر القدر؛ لأنّه الله -تبارك وتعالى- يقبل الصدقة من العاصي ومن الزاني ومن الجميع إلا من الكافر، فالشخص الذي يُنكر صفة العلم لله -تبارك وتعالى- يكون كافرًا، والذي يُنكر أي من المراتب الثلاثة الخاصة بالقدر يُعد كافرًا في الإسلام.[2]
شاهد أيضًا: حكم تعبيد الاسماء لله وحكم تعبيد الاسماء لغير الله
حكم انكار اليوم الآخر
إنّ إنكار اليوم الآخر هو كفر بالله تبارك وتعالى، إذ إنّ الإيمان باليوم الآخر مقرون بالإيمان بالله تبارك وتعالى، قال تعالى في سورة التوبة: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَا بِاليَوْمِ الآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ، وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}،[3] والعامل مع الشخص المُنكر لليوم الآخر يكون مثل التعامل مع الشخص الكافر فيُدعى للإيمان أمّا لو تيقّن الداعي أنّ الآخر لن يستجيب له فإنّه عليه أن يبتعد عنه حتى لا يُفسد له دينه.[4]
شاهد أيضًا: من هو النبي الذي قال لابنه يابني اركب معنا
حكم من يسب القدر
إنّ سبّ القدر حرام في الشريعة الإسلامية وهو كبيرة من الكبائر التي ذكرها علماء أهل السنة والجماعة، وقد تُفضي بصاحبها إلى الكفر إن تضمّن ذلك نقص لله -تبارك وتعالى- ونسبة الظلم إليه، وقد نصّ الدكتور عبد الرحمن البراك عن تلك المسألة تعليقًا قال فيه: “الذي يقول: (سخافة الأقدار) يطعن في حكمة الله في تدبيره، ومن يطعن في حكمة الله، فإنه ينسب الله إلى السفه، وكفى بهذا ضلالًا، فيجب على من أطلق ذلك أن يتوب إلى الله، فإنه يخشى عليه بإطلاقه هذه الكلمة من الردة، فيجب أن يبين له ويدعى إلى التوبة والرجوع إلى الله، ويبين له أن الله تعالى حكيم في خلقه وأمره، إن الله حكيم عليم”، والله أعلم.[5]
إلى هنا نكون قد انتهينا إلى آخر مقال ما حكم انكار القدر مع الاستدلال وذكرنا رأي علماء أهل السنة والجماعة في المسألة، وأضأنا على الحكم الشرعي الخاص بالكفر باليوم الآخر أو سب القدر وإلى ماذا يؤدي ذلك الأمر في الشريعة الإسلامية.
المراجع
- ^ islamweb.net , معنى القضاء والقدر , 30/08/2022
- ^ al-maktaba.org , شرح كتاب التوحيد , 30/08/2022
- ^ التوبة , 29
- ^ islamweb.net , حكم منكر البعث واليوم الآخر , 30/08/2022
- ^ islamweb.net , حكم من يسب القدر ومن يسمع هذا السب ومن يقول بحق الجحيم , 30/08/2022