حكم التوكيل في ذبح الأضحية

حكم التوكيل في ذبح الأضحية، فبعض الناس لا يمكنهم مباشرة الذبح بأنفسهم، أو ربما كان مكان الذبح في دولة أخرى؛ نظرًا لانخفاض سعر الأضاحي في ذلك المكان، فيلجأ المسلمون عادة لأن يجعلوا شخصًا آخر ممن يثقون به يشتري لهم الأضحية وينوب عنهم في ذبحها، فهل هذا الأمر جائز شرعًا، في هذا المقال يتوقف موقع مقالاتي لبيان هذا الحكم والإجابة عن أحكام أخرى.

حكم التوكيل في ذبح الأضحية

إنّ التوكيل في ذبح الأضحية وتوزيعها هو أمرٌ جائزٌ باتّفاق العلماء؛ فقد نصّ الأئمة والعلماء على جواز التوكيل في شراء الأنعام، وفي ذبحها وفي توزيعها، وإن كان الموكل في بلد والمُوكَّل إليه في بلدٍ آخر، بشرط أن يكون الموكَّل إليه فعل الذبح إنسانًا ثقة؛[1] فالأفعال في الإسلام تندرج تحت نوعين: أحدها يتضمّن منفعة تحصل دون النظر إلى فاعلها.[2]

ومن ذلك ردّ الودائع وتفريق الصدقات ووفاء الديون وذبح النسك، وفي هذه جميعها يجوز النيابة؛ وذلك لأن الغرض منها المنفعة وهي حاصلة، ولكن الأفضل أن يباشر المضحي أضحيته بنفسه إن أمكن ذلك؛ وذلك لأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قد ضحّى بيده، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: حكم الاضحية على المقتدر

هل الموكل للاضحيه يحلق

إذا وكّل المضحي غيره ليباشر في ذبح أضحيته، فلا يجوز للموكِّل أن يأخذ شيئًا من لحيته أو أظافره أو شعره، وذلك بدليل حديث النبي: “إذا رَأَيْتُمْ هِلالَ ذِي الحِجَّةِ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عن شَعْرِهِ وأَظْفارِهِ”،[3] فقد اتفق جمهور العلماء على أنّه ينبغي للمضحي -وإن وكّل غيره- ألّا يأخذ شيئًا من لحيته أو شعره أو أظافره أو بشرته من ليلة اليوم الأول من ذي الحجة حتى الانتهاء من ذبح الأضحية.[2]

فإن كان الموكِّل يأخذ بقول العلماء الذين يرَونَ الإمساك عن حلق الشعر والأخذ من الأظافر سنّة، فإنّ فعله يكون مكروهًا، وأمّا إن كان يأخذ بأقوال العلماء الذين يرَون الإمساك عن حلق الشعر والأظافر والبشرة واجبًا، فإنّ فعله يكون محرّمًا كما عند الحنابلة، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: كم عمر الأضحية من الغنم

هل يجب على المضحي أن يذبح هو

قال العلماء إنّ الأفضل للمضحي هو أن يباشر الأضحية بنفسه إن استطاع ذلك، وذلك لأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قد ذبح بنفسه من دون أن يوكل أحدًا لفعل ذلك كما مرّ آنفًا، وإن لم يستطع فيجوز له أن يوكّل من هو عارف بذلك فيضحّي عنه، ويكون الأفضل في هذه الحال أن يحضر المضحي ذبح أضحيته.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز للمرأة أن تذبح الأضحية

الحكمة من مشروعية الأضحية

إنّ الحكمة من الأضحية على وجه التحديد لم ترد في نصّ شرعي، ولكن استنبط العلماء بعض الحكم من ذلك من خلال الآيات والأحاديث الواردة في ذلك، ومن تلك الحكم:[5]

• أنّ ذلك من الاقتداء بسنة نبي الله إبراهيم عليه السلام، وذلك عندما أوشك أن يقدّم ولده قربانًا لله جلّ في علاه، ثم أبدله الله كبشًا، يقول الله تعالى آمرًا عباده باتباع سنة إبراهيم: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.[6]
• إن في الأضحية تعلّم للصبر والانصياع لأوامر الله تعالى، وذلك من خلال التذكير بقصة كل من إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام- وامتثالهما لأمر ربهما -سبحانه- وتعالى.
• أنّ فيها فكاً للضيق عمّن يحيط بالإنسان من الأقارب والفقراء من خلال توزيع اللحم عليهم.
• شكر الله تعالى على عظيم نعمه وما رزق الإنسان.

شاهد أيضًا: حكم الأخذ من الشعر والأظافر لمن أراد الأضحية

وإلى هنا يكون قد تم مقال حكم التوكيل في ذبح الأضحية بعد الوقوف على حكم هذا الفعل في الشريعة الإسلامية، وبعد الوقوف على بعض الأحكام الأخرى المتعلقة بمسألة الأضحية وذبحها والحكمة منها.