جدول المحتويات
استخلفه الرسول للصلاة بالناس عندما اشتد به المرض؛ حيثُ كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الصحابة ما يقرُب مائة وأربعة عشر ألف صحابي، كان من بينهم صحابي من أحبُ الناس إلى قلبه، وحينما اشتد على رسول الله صلى الله عليه وسلم المرض استخلفه لكي يُصلي بالناس بدلًا منه، ومن خلال موقع مقالاتي سوف نتَّعرف على ذلك الصحابي الجليل.
استخلفه الرسول للصلاة بالناس عندما اشتد به المرض
بعدما أبلَّغَ النبي صلى الله عليه وسلم رسالته، وأدى أمانته، ونصح أمته، بدأت أفعاله وأقواله تتسم بعلامات الوداع، من ضمن تلك العلامات اعتكافه عشرين يوم، بعدما كان يعتكف عشرة فقط، بجانب وداعه أيضًا لسيدنا معاذ رضي الله عنه، وغير ذلك الكثير، وحينما اشتد المرض في ذلك الوقت على رسول الله صلى الله، استخلف أحد الصحابة للصلاة بالناس بدلًا منه، وكان ذلك الصحابي هو:[1]
- أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
حديث استخلاف الرسول لأبي بكر في الصلاة
ما يؤيد ذلك حَديث هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: “أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ فِي مَرَضِهِ، فَكَانَ يُصَلِّي بِهِمْ”، قَالَ عُرْوَةُ: فَوَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفْسِهِ خِفَّةً، فَخَرَجَ، فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ يَؤُمُّ النَّاسَ، فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ اسْتَأْخَرَ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ: أَنْ كَمَا أَنْتَ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِذَاءَ أَبِي بَكْرٍ إِلَى جَنْبِهِ، فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِصَلاَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلاَةِ أَبِي بَكْرٍ”.[2]
شاهد أيضًا: الصحابي الذي خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين هو
إسلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه
إنَّ الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه هو أول من آمن من الناس عامةً بعد أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، بدليل ما أورده البيهقي في دلائل النبوة، حيثُ يقول صلى الله عليه وسلم:
“مَا دَعَوْتُ أَحَدًا إِلَى الإِسْلاَمِ إِلاَّ كَانَتْ لَهُ عَنْهُ كَبْوَةٌ وَتَرَدُّدٌ وَنَظَرٌ، إِلاَّ أَبَا بَكْرٍ، مَا عَتَّم حِينَ ذَكَرْتُهُ لَهُ مَا تَرَدَّدَ فِيهِ”.[3]
شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي تسلم عليه الملائكة
صحبة أبي بكر للنبي عليه الصلاة والسلام
لم يُفارق سيدنا أبو بكر رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم مُنذ أن أعلن إسلامه، حيثُ ظلّ ملازِمًا لرسول الله صلى الله عليه وسلّم طيلة حياته، وهاجر معه إلى مكة المكرمة، وكان يدعوا الناس إلى الإسلام ويحاورهم، حيثُ أسلم على يد سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه الكثير، وأثناء الهجرة كان مُصاحبًا وملازمًا له طوال الطريق، حتى بداخل الغار حينما أراد مشركي قريش بهم السوء، بدليل ما روي عن عائشة رضي الله عنها واصقًة لخروج رسول الله عليه الصلاة والسلام مع الصحابي الجليل أبي بكر رضي الله عنه، قائلة:[4]
“لَقَلَّ يَوْمٌ كانَ يَأْتي علَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إلَّا يَأْتي فيه بَيْتَ أبِي بَكْرٍ أحَدَ طَرَفَيِ النَّهَارِ، فَلَمَّا أُذِنَ له في الخُرُوجِ إلى المَدِينَةِ، لَمْ يَرُعْنَا إلَّا وقدْ أتَانَا ظُهْرًا، فَخُبِّرَ به أبو بَكْرٍ، فَقالَ: ما جَاءَنَا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في هذِه السَّاعَةِ إلَّا لأمْرٍ حَدَثَ، فَلَمَّا دَخَلَ عليه قالَ لأبِي بَكْرٍ: أخْرِجْ مَن عِنْدَكَ، قالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّما هُما ابْنَتَايَ -يَعْنِي عَائِشَةَ وأَسْمَاءَ- قالَ: أشَعَرْتَ أنَّه قدْ أُذِنَ لي في الخُرُوجِ؟ قالَ: الصُّحْبَةَ يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: الصُّحْبَةَ، قالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ عِندِي نَاقَتَيْنِ أعْدَدْتُهُما لِلْخُرُوجِ، فَخُذْ إحْدَاهُمَا، قالَ: قدْ أخَذْتُهَا بالثَّمَنِ”.[5]
شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي اهتز عرش الرحمن لموته
هكذا؛ نكون قد توصلنا لنهاية مقال استخلفه الرسول للصلاة بالناس عندما اشتد به المرض الذي من خلاله تعرفنَّا على الصحابي الجليل الذي استخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم لكي يُصلي بالناس بدلًا منه حينما اشتد مرضه، وتبيَّن أنه الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
المراجع
- ^ islamweb.net , من تولى الإمامة في مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم , 11/04/2022
- ^ dorar.net , الراوي عائشة أم المؤمنين، صحيح مسلم، 418، حديث صحيح , 11/04/2022
- ^ islamstory.com , قصة إسلام أبي بكر الصديق , 11/04/2022
- ^ saaid.net , قبسات من سيرة الصديق رضي الله عنه , 11/04/2022
- ^ dorar.net , الراوي عائشة أم المؤمنين، صحيح البخاري، الرقم: 2138، حديث صحيح. , 11/04/2022